سأتحدث في هذا المقال حول الشبكات اللاسلكية، تحديدا بناء الشبكات المنزلية، وهذا المقاليحتوي على اقتباسات من مقال سابق كنت قد كتبته في 2013.
لقد أصبح توفر شبكة وايفاي في المنزل من الأمور الأساسية، نظرا للاستخدام الواسع للتقنية، وتعدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
في البداية يجب أن نحدد احتياجاتنا بدقة لكي يتسنى لنا تحديد النوع الأفضل لجهاز الراوتر الذي سنشتريه، وهو العنصر الأهم في الشبكة، فعملية الاختيار يجب أن تكون دقيقة لنحصل على أفضل شبكة منزلية.
مساحة التغطية:
من أهم الأمور التي تشغل بال الكثيرين هي المساحة التي يمكن للراوتر تغطيتها، فتغطية كامل المنزل بالوايفاي مطلوبة، خاصة مع ازدياد استخدام الهواتف المحمولة، والتي نأخذها معنا إلى أي مكان في البيت.
في السنوات الأخيرة، تطورت صناعة أجهزة التوجيه بشكل كبير، فقد أصبحت توفر تغطية أوسع وأكثر كفاءة.
لكن يجب أن نضع في اعتبارنا عدد من الأمور عند اختيار الجهاز لنحصل على تغطية أفضل:
* عدد الأنتينات، كلما كانت أكثر انعكس ذلك على جودة التغطية.
* الأنتينات الخارجية توفر تغطية أشمل.
* الأنتينات القابلة للحركة، والتبديل أفضل لتخصيص الإشارة.
* خيارات متعددة لوضع الجهاز، إما بالتثبيت على الجدار، أو وضعه على أحد الأسطح، يتيح اختيار المكان الأمثل للجهاز.
هذا بالنسبة للبيوت بمساحات كبيرة، أما البيوت الصغيرة والشقق، أنصح بالتركيز على ميزات أخرى.
;ميزات الشبكة:
من النقاط المهمة التي نأخذها في الاعتبار عند الرغبة في بناء شبكتنا المنزلية، هي المميزات التي نحتاجها في الشبكة.
فإذا كنا بحاجة إلى شبكة واي فاي للوصول للأنترنت فقط بتغطية ممتازة، فيمكن التركيز على خصائص التغطية التي ذكرتها في الأعلى، وعدم شراء جهاز بمميزات متقدمة لا نحتاجها.
أما إذا كنت بحاجة لسرعات عالية في نقل الملفات بين الأجهزة، وتخزين الملفات في قرص خارجي متصل بالشبكة، ومميزات الطباعة اللاسلكية، فسأوضح لك بعض الميزات المتوفرة حاليا، والتي يمكنك التركيز عليها عند الرغبة بشراء جهاز راوتر جديد:
* راوتر ثنائي أو ثلاثي الموجة للحصول على سرعة أفضل.
كما نعلم فإن الواي فاي عبارة عن موجات راديو لنقل المعلومات، وهذه الموجات تطورت مع الزمن، وظهرت لها معايير مختلفة، أحدثها 802.11ac، وهذه المعايير تختلف في السرعة ومدى التغطية.
وبما أن الواي فاي عبارة عن موجات راديو كما ذكرنا، فإن الكثير من أجهزة التوجيه اليوم تكون ثنائية الموجة، أي أنها تعمل على تردد 2.4 جيجا هيرتز، و5 جيجا هيرتز، وميزة هذا النوع من أجهزة التوجيه أنها توفر شبكتين مختلفتين لزيادة الأداء ومنع التداخل. فالشبكة بتردد 5 جيجا هيرتز توفر سرعات عالية في نقل الملفات، لكن مدى التغطية فيها أقل، بعكس شبكة 2.4 جيجا هيرتز، التي توفر تغطية أوسع، لكن بسرعات أقل.
لكن للاستفادة القصوى منأجهزة التوجيه المزدوجة، يجب أن نتأكد بأن أجهزتنا التي ستتصل بالشبكة تدعم التردد الجديد 5 جيجا هيرتز، والمعيار 811ac. وإلا فإن الراوتر ذو الموجات المتعددة سيكون غير مفيد لنا، وأفضل شراء راوتر عادي.
* وجود منفذ usb3.0 لنقل الملفات بشكل أسرع.
يتم تزويد الكثير من أجهزة التوجيه اليوم بمنفذ usb، والهدف منه إمكانية توصيل أقراص خارجية لمشاركة الملفات على الشبكة، أو توصيل طابعة ومشاركتها بين الأجهزة، وغير ذلك. شخصيا أفضل أن يكون المنفذ 3.0 لنقل الملفات بشكل أسرع بين الأجهزة، إذ لا يمكنك شراء جهاز توجيه يدعم سرعات عالية، ثم تقوم بنقل الملفات من القرص المتصل بجهاز التوجيه وجهازك باستخدام المنفذ 2.0 الأقل سرعة، لأنك في هذه الحالة لن تستفيد من سرعة جهاز التوجيه العالية. أيضا تأكد من دعم الهاردسك المتصل بالشبكة ل usb3.0.
إذا كنت لا تخطط لمشاركة الملفات على الشبكة، أو النسخ الاحتياطي لأجهزتك، فيمكنك شراء راوتر بدون منفذ usb وتقليل التكلفة.
* دعم خاصية تدفق الوسائط إلى الشاشات والأجهزة الأخرى.
إذا كان لديك تلفاز ذكيأو تخطط لشراءه، أو أي من الأجهزة المساعدة، فمن الضروري التأكد من قدرة جهاز التوجيه على دفق الوسائط بسرعات عالية إلى الشاشات والأجهزة، لكي تستفيد من مميزاته.
* وجود مميزات جودة الخدمة Adaptive QoS.
يقصد بجودة الخدمة في الشبكات، هو القدرة على ضبط أولوية المحتوى لتطبيقات معينة أو مستخدم معين.
ويمكننا الاستفادة من هذه الميزة لإعطاء الأولوية مثلا لملفات الفيديو، الألعاب، وتطبيقات المراسلة وتلك التي تستخدم الصوت عبر الإنترنت، على حساب الأنشطة الأخرى في الشبكة التي تستهلك نطاق ترددي عالي. وبالتالي نحصل على أداء أفضل للشبكة لجميع المستخدمين.
إذا كان عدد مستخدمي الشبكة قليل، أو أن لديكم سرعة إنترنت عالية، فربما لا تحتاجون إلى هذه الميزة.
* خصائص أمن الشبكات، والمراقبة الأبوية، في حالة الرغبة بالاستفادة من هذه المميزات، لتحديد وقت الاتصال للأطفال، وفلترة المحتويات غير المرغوب فيها لأجهزة محددة فقط.
تلك كانت مميزات مقترحة، ويمكنك البحث عن ميزات أخرى حسب احتياجاتك، لكن معظم الراوترات المتقدمة تحتوي على الميزات السالف ذكرها.
بشكل عام اختيار الراوتر لا يجب أن يكون عشوائي، وفي نفس الوقت لا تشتري جهاز بمميزات لا تحتاجها لتجنب دفع تكاليف أخرى.
أجهزة أخرى للشبكة:
قد نحتاج لإضافة أجهزة أخرى لشبكتنا المنزلية غير جهاز الراوتر، والتي يجب اختيارها للتكامل مع جهاز التوجيه، مثل مقويات الشبكة Extender، والطابعات اللاسلكية، وأيضا أي أقراص خارجية. كل هذه الأجهزة وغيرها يجب أن نختارها بعناية أيضا، لنضمن تكاملها مع جاهاز التوجيه أولا، وأيضا توفيرها سرعة عالية في نقل الملفات على سبيل المثال، لكي نستفيد من السرعة العالية لجهاز التوجيه.
نصائح بعد شراء الجهاز:
* قم بوضع الموجه في مكان مناسب، ويفضل أن يكون مكانه في منتصف المنزل لكي يتم توزيع الإشارة بالتساوي. أبعده عن المعادن والمايكرويف وأجهزة الاستقبال.
* لا تنسى تأمين شبكتك ووضع رقم سري غير قابل للتخمين، وذلك لحماية شبكتك من الاختراق.
* لا تقم بإعطاء أي شخص من خارج المنزل كلمة السر.. يمكنك إنشاء شبكة خاصة بالضيوف وذلك للسماح لهم بتصفح الإنترنت دون الدخول إلى شبكتك الرئيسية.
* في حالة تمكين المشاركة، أو وضع وسائط تخزينية، تأكد من توفير أقصى درجات الحماية لكافة الأجهزة المتصلة بالشبكة، وذلك لمنع إصابة كل الأجهزة بالفيروسات.
أخيرا:
يجب أن تعلم بأن تقنية الاتصال اللاسلكي رغم انتشارها الواسع إلا أنها تعاني من مشاكل معروفة، كتداخل الإشارات، وضعفها في بعض الأماكن، لتؤثرها بالحواجز، كالجدران وقطع الأثاث وغيره.
لذلك يجب أن تتحلى بالصبر عند إعداد واختبار الشبكة، وتجربة وضع الراوتر في أماكن متعددة للحصول على أفضل إشارة في المنزل.
وفي حالة وجود ضعف في مكان ما في المنزل، يمكنك استخدام أجهزة تقوية الشبكة والتي تساعد على زيادة تغطية الشبكة الحالية، ويفضل شراء جهاز تابع لنفس الشركة للموجه الخاص بك.
هناك الكثير من التفاصيل التي لم أذكرها، والتي تحتاج مقالات متخصصة قد لا تهم القارئ الكريم، لكن حاولت تبسيط الأمر قدر الإمكان، وأعتذر لكثرة المعلومات وتداخلها.
لأي استفسارات حول الشبكات يمكنكم كتابتها عبر التعليقات.
Leave a Reply