مرحبا بكم زوار مدونتي الأعزاء.
اليوم ومنذ الصباح الباكر، قررت أن آخذ جولة سريعة على مدونات المكفوفين المتعددة، لأستطلع جديدها وأقرأ مواضيعها المتنوعة.
لكن ما لاحظته بعد انتهاء جولتي هو عزوف المكفوفين عن الكتابة بشكل غريب، قد يكون هذا هو الوضع بشكل عام، لكن مدونات المكفوفين بالذات قد رحل عنها كتابها على ما يبدو.
فقد وجدت مدونات بلا مواضيع جديدة، مقالات قديمة، زوار قلائل بسبب عدم التجديد.
هناك من المدونات تعود آخر تدويناتها إلى العام 2011، وحتى تعليقاتها لا تتجدد، وقد كنت في كل المواضيع التي أزورها، الزائر الوحيد، أو يكن معي زائر آخر، ربما كان يتلمس طريقه بحثا عن معلومة من هنا وهناك.
لقد اقتحم المكفوفين عالم التدوين منذ مدة، خاصة في السنوات من 2008 وما بعدها، وقد ظهر كتاب سطروا أجمل الكلمات في مدوناتهم، حتى اعتقدنا بأننا قد دخلنا في عصر تزدهر فيه المدونات أكثر من غيرها.
لكن، يبدو أن هذا العصر كان قصيرا جدا، فقد دخل 2012 وها هو يطوي صفحاته الأخيرة، ومدونات المكفوفين ليست في أحسن أحوالها بكل تأكيد.
صحيح أن المدونات هي مواقع شخصية، يكتب فيها الكاتب حسب ما يتوفر له من وقت، لكن ما نلاحظه هو عزوف جماعي عن الكتابة، له أسبابه، فالتغيرات الكبيرة التي حدثت في العالم، وعالمنا العربي، لها دور كبير في قلة الكتابة مخافة أن يقع الكاتب في شباك النقد والتجريح، خاصة وأن أحدا لا يمكنه التنبؤ بما سيحدث، ولا يمكنه معرفة الجيد من السيئ.
لكن ما يمكنني قوله، هو أننا قد دخلنا في عصر الشبكات الاجتماعية، فقد أصبح الناس يفضلون الكتابة في موقع الفيسبوك، أو موقع التدوين المصغر تويتر، لكن حسب اعتقادي، بأن التدوين له مميزاته التي لا يعرفها إلا من خاضوا هذه التجربة الرائعة.
في النهاية: أعتقد بأن الجيل الحالي لا يمكنه أن يكتب مقالات مطولة، أو تحليلات ورؤا، والشاهد على ذلك موقع تويتر، فتجد الشخص لا يمكنه الكتابة بشكل صحيح في حدود 140 حرف، فكيف به أن يكتب مقالات رصينة. ففي التغريدة تجد الأخطاء الإملائية القاتلة، والأفكار غير المرتبة، ناهيك عن التغريدات التي ليس لها داعي أصلا.
من هنا، فإنني أدعوا المدونين المكفوفين إلى العودة للتدوين، فقد اشتقنا لكتاباتكم الرائعة، فلا تحرمونا من هذه المتعة.
اترك تعليقاً