عندما نتحدث عن إمكانية الوصول Accessibility، بمفهومه العميق، فإننا لا نقصد تهيئة الأنظمة، والمواقع والتطبيقات، لتعمل مع التقنيات المساعدة، فهذا جزء من المنظومة، أو يمكننا القول أنها الجزء العملي منها فقط. لكن ما يسبق هذه الجزئية أهم وأصعب، ألا وهو نشر ثقافة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وداخل المؤسسة ذاتها.
لتحقيق ذلك، نحن بحاجة لوضع برنامج متكامل، يبدأ بتوعية الموظفين داخل المؤسسة بإمكانية الوصول، وما هي الرسالة التي نهدف لتحقيقها، وما الفوائد المستقبلية التي ستعود علينا وعلى المجتمع، إذا قمنا باحتواء الأشخاص ذوي الإعاقة في كل ما نقدمه ونفعله.
إذا نجحنا في إيصال هذه الرسالة بشكل جيد، للموظفين والمدراء داخل أي مؤسسة. يمكن أن نتوقع أن يقوم هاؤلاء الموظفين بجهود كبيرة للتعلم، وتطبيق إمكانية الوصول في المنتجات، والمواقع الإلكترونية التي يطورونها، وحتى في ممارساتهم العامة، ستكون لديهم نظرة أوسع حول وجود أشخاص يستخدمون التقنيات المساعدة، وأنه يجب مثلا كتابة وصف للصور المرسلة عبر البريد، أو مواقع التواصل الإجتماعي.
سيفكر المطور عند تصميم تطبيقه أن هناك أشخاص من ذوي الإعاقة يستخدمون قارئ الشاشة، وأنه يجب تهيئة التطبيق، أو الخدمة لكي يتسنى لجميع الأشخاص الاستفادة منها.
لذلك يجب علينا التفكير في نشر الثقافة أولى، قبل أن نبدأ بالجزء العملي من تطبيق إمكانية الوصول في المؤسسة.
نحن يجب أن ننظر لإمكانية الوصول على أنها مبادرة تقوم بها المؤسسة، رغبة منها في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطبيقا للقيم والمبادئ التي يؤمن بها الموظفين، وترسيخا لرسالة المؤسسة. وليس أمر إجباري وملزم يجب تطبيقه، حتى مع وجود المعايير والاشتراطات، تبقى ثقافة إمكانية الوصول، أهم وأكثر تأثيرا.
اترك تعليقاً